كيف تكون متميزًا في عملك، مؤثرًا في مكانك
إن العمل أمر حتمي وإن دعت الأفلام إلى الحياة الرغدة وحياة علاء الدين الذي يطلب بالمصباح ما يريد فإن ذلك غير متواجد في الحياة العادية، ولكن مثيل هذه الأفكار أكسبنا الكسل، والتواكل، والاتكال على الغير في تحقيق ما نريده.
في الحياة الطبيعية فإنه عليك أن تعمل لكي تصل لشيء تريده، الحياة التي تريدها، الراحة، الشعور بالأمان والثقة والمكانة الاجتماعية، فالعمل طبيعي، ولعلنا هنا نرى أن كل الأنبياء كانوا يعملون، فلم يوجد نبي بلا عمل، وهنا يريد الله عز وجل أن يوصل إلينا رسالة، وهي أنه لا بدَّ أن يكون لك عملاً لتصل إلى الأشياء التي تحبها وتريد تحقيقها في حياتك.
لا بدَّ أن تكون متحمسًا في عملك مهما كان، ولكن اطمح في الأفضل بالطبع؛ لأن هذا حقك بلا شكّ وارضَ في نفس الوقت بما لديك ولا تقلق، فإن خزائن الله تعالى مليئة بالعطايا، والمنح، والنور، والكرم، والجود، والسخاء.
لماذا يصيبنا الإرهاق بالعمل؟
إن سبب إرهاقنا ليس العمل، بل هو القلق، والكبت، والاستياء، فإن عدم حبك لما تعمل هو الأساس، فإن القلق، والاكتئاب، والتوتر، والإرهاق الدائم في العمل فلك أن تجرّب أن تحب ما تعمل وستجدك تنجز بصورة أكبر وتذهب إلى منزلك وأنت تشعر بمعنى الإنجاز، وإن طعم الإنجاز جميل بلا شكّ.
فحيث يكمن مصدر الإثارة توجد الطاقة والسير عشر خطوات مع زوجة متذمرة أكثر إرهاقًا من السير عشرة أميال مع فتاة تحبها.
نحتاج أكثر إلى التمارين الروحية أكثر من التمارين البدنية، فعليك أن تمرِّن عقلك كل صباح كي تندفع للعمل، فتحدَّث مع نفسك كل صباح.
وإن لم تجد السعادة في عملك لن تجدها في أي مكان آخر، فإنك تقضي العديد من الساعات خلال اليوم الواحد وتكوّن صداقات بالعمل ويكون العمل بالنسبة إليك عائلتك الثانية، وتذكر أن اهتمامك بعملك يزيل عنك القلق، ويوفر لك الترقية وزيادة الدخل.
من المطلوب منك أيضًا عمل توازن بين العمل والحياة، كما أشرت سابقًا؛ لأن هذا التوازن الطاقي سيجعلك على دراية بالحياة بشكل عام، كما أنه يزيد من طاقاتك في مجابهة ظروفها القاسية أحيانًا، واعلم أن لكل شيء نهاية فكل شيء له بداية له نهاية، فإذا مررت بالعمل بشيء سلبي لا تعتقد أنه سيدوم إلى الأبد، بل اعلم أنه لن يستمر، “إن مع العسر يسرًا”، فإن العسر مع اليسر في ذات الوقت، في نفس الاتجاه، وبالتالي هذه أحد قوانين الحياة، فإنه كما بالأعلى هو بالأسفل، وكما هو بالداخل هو بالخارج.
المطلوب منك حُب عملك، ولكن ليس على حساب حياتك، وازن بينهم، كوِّن طاقتك، اشحذ هِمتك، فإن هناك من يقوم بعمل شيء بحب فيقوم بالإبداع به، بالتالي تتجلى عظمته في هذا الشيء، ومن ثم يصبح هذا الشيء عظيمًا. لك أن تعلم أن الكاتب بوكوفسكي قد ألف كتاب “مكتب البريد”، وعمره خمسون عامًا، وكان قراره صعبًا وقتها، إما أن يجن بمكتب البريد والاستمرار في وظيفة لا تفي بطموحه، أو أن يكتب ويموت من الجوع، فقرر الثانية، والعجيب أن روايته لاقت قبولًا، وأن أشهر عباراته: “لا تحاول”، والتي لا أعتقد أنها صحيحة، فإن كل محاولة هي عَبَّارة وسفينة للنجاح، وكما فعل توماس أديسون، فقد حاول 999 محاولة من أجل محاولة واحدة فقط ناجحة لتفيد العالم ليومنا هذا، فإن الأمر يستحق فعلًا المحاولة.
طَوِّر من مهاراتك:
إن الخطأ الذي يقع فيه معظم البشر هو الاستقرار على حال ما، فإذا ما اجتهدت للحصول على وظيفة ما وبالفعل حصلت عليها ستجد أنه أصابك الكسل، وبعد ذلك تستكين، هنا تكمن لب المشكلة، فإنه لا بدَّ أن تكتسب العديد من المهارات التي تُكوِّن أسلوبًا للحياة وليس مجرد فترة من الزمان، على سبيل المثال القراءة، لا بد أن تقرأ في العديد من المجالات لأنه بالقراءة يزداد الوعي والإدراك، ليس هذا فحسب، بل يزداد معه الإثراء العقلي، فإن القراءة هي ما يميِّز إنسانًا على إنسان، ولعلك تدرك ذلك عندما تجلس مع شخص ما يطلع على كتب ومراجع، ويحضر الندوات، ويتحصل على المعلومات فتجده مميَّزًًا عن غيره، فإن السعي في القراءة وتحصيل العلم هو ما يميِّز إنسانًا على إنسان آخر، لكننا نستكين لما يصل إلينا دون سعي منا للحصول على المعلومات اللازمة لعملنا، لذلك نظل في مكاننا.
فإذا كنت في مجال ما فلا بدَّ أن تسعى لمعرفة ما يدور به من مستجدات، تذهب لحضور كورسات، أو الدراسة من المنزل عبر الانترنت، أو مواقع مثل “LinkedIn” التي بها ملايين الكورسات التي تثقل مهاراتك ووعيك، وبالتالي يزداد الإدراك الذهني والتأثير في الآخرين بالطبع؛ لأنه كلما زادت مهاراتك زادت قدرتك على التأثير في الآخرين.
الرياضة:
أعرف أنك ستظن أنه أصابني شيء من الجنون، فما علاقة الوظيفة وأن تصبح ذا مركز مرموق بالرياضة، دعني أدلك على سبب ذكري لذلك، فإن الرياضة تقوم بتصحيح الجسد، وتقي من العديد من الأمراض، وتنشط القلب، تقضي على التوتر والاكتئاب، ولعلَّ هناك العديد من الدراسات التي تحدثت عن تأثير الرياضة على القلق والاكتئاب، بل إن بعض هذه الدراسات أثبتت أن ممارسة الرياضة بشكل يومي تقي من الأمراض وتعادل بعض الأدوية النفسية في التأثير، وكذلك التعرض للشمس، فإذا ما تعرضت للشمس لمده 10 دقائق على الأقل فإن ذلك يكسب جسدك فيتامين (د).
إنّ معظم الناس يُمكنهم إنتاج ما يكفي من فيتامين (د) عند التعرّض للشمس يوميًا، ولفتراتٍ قصيرةٍ عند كشف الأذرع، أو اليدين، أو أسفل الساقين، دون استخدام واقٍ للشمس، ولكن يجدر التنبيه إلى أنّ الجلوس بجانب نافذةٍ مشمسةٍ داخل المنزل بهدف الحصول على فيتامين (د) لا يُفيد؛ وذلك لأن الأشعة فوق البنفسجية التي يحتاجها الجسم لإنتاج هذا الفيتامين لا يُمكنها اختراق الزجاج، كما أن التعرُّض لمدة طويلة للشمس يُعدّ ضارًا أكثر منه نافعًا.
تعمل الرياضة بصورة فعالة على تحسين الأداء المهني، فتجد أن النشاط مرتبط بالأشخاص الذين يمارسون الرياضة بشكل مستمر، فتجدهم أقل عرضة للقلق، وأكثر نشاطًا ببيئة العمل، وأكثر وعيًا وإدراكًا لما يدور حولهم من مستجدات تتعلق بالعمل بشكل عام؛ لذلك كانت نصيحتي هي على الأقل أن تقوم برياضة المشي…
فبدلًا من ركوب سيارتك قم بالمشي لمدة من ثلاثين دقيقة إلى ساعة كل يوم، تعرَّض للشمس بوقت مناسب، قم بممارسة التمارين إما بالبيت، أو بالاشتراك في جيم للحصول على جسم مثالي وصحي، واحرص أيضًا على المأكولات الصحية، قلل السكر كلما أمكن، قلل الزيت والسمن الذي يعد خطيرًا على القلب، كلما أكلت أكلًا صحيًا ومارست الرياضة فاعلم أنك بالطريق الصحيح، وستشعر بالفرق صدقني.
نشر المعلومات في بيئة العمل:
بالمجتمع العربي ومن واقع تجربة شخصية ببيئة العمل فإن هناك العديد من الأشخاص الذين يعملون على الاحتفاظ بالمعلومة لذاتهم دون غيرهم من الناس ظنًا منهم أن ذلك يكسبهم المكانة وسط الزملاء، أو كما يُقال بالمصري: “لا يستطيعون الاستغناء عنه؛ لمهاراته وقدراته في العمل”.
ويظنون أن احتفاظهم بالمعلومة هو السبب في بقائهم في ترقياتهم في وظيفتهم، فمن الواقع الفعلي كنت أصادف أفرادًا لا يُعلِّمون الناسَ شيئًا، بل يحتفظون لنفسهم بالمعلومة ليكونوا الأفضل، وهؤلاء يتحدثون ويفعلون الأشياء من وعي منخفض بالطبع، فإن نشر المعلومات والبيانات وتعليم الزملاء يخلق الجيل الثاني والثالث بالعمل…
ولا سيما أنه عندما تشارك المعلومات فإنك تكتسب أفضل منها، ولك حق التجربة، فقم بتجربة تعليم الأفراد أو زملائك بالعمل، ودع الواقع يحكم، فستجد أنه تتفتح لك أبواب للعلم وكسب المعلومات، والتي ستعمل على ثقل مهاراتك، ويكسبك الاحترام وسط الزملاء، وتقديرهم المعنوي.
إن للتقدير المعنوي هالة وطاقة تنتشر في المكان، مما يضفي على هذا المكان روح التعاون والإيجابية، هذا ما كنت لأذكره لو لم أبدأ أولًا بزيادة وعيك ومشاعرك وكيفية التعامل معها، وكذلك معرفتك الآن بالقوانين التي تدير هذا الكون الواسع الذي خلقه الله تعالى ليكون حافظًا لنا.
تحدث أحد الكتاب في كتاب “48 قاعدة للسطوة” عن الاحتفاظ بالمعلومات، وأن تكون مميَّزًا لا بدَّ أن تكون مخادعًا أو أفاقًا، وبالطبع فكلها أفكار لا تمت للواقع بصلة، فإنك إن وصلت بهذه الطريقة الشنيعة فهل ستكون واثقًا من أنك بالفعل نجحت؟
لا أعتقد بالفعل ذلك، وإن نجحت بالفعل فإنك ستكون قد خسرت ما هو أعز من النجاح، ألا وهو نفسك يا عزيزي التي قمت ببيعها بالرخيص، بالمجاملات الزائفة، والطرق الملتوية، والاعتلاء على الآخرين، والقضاء على الخصوم، كما يقول الكتاب، وهذه مساحة وعي ضيقة جدًا من منظور ضيف، فإنني آخذك اليوم إلى المفهوم الواسع، ألا وهو الوعي الكامل والإدراك، وذلك من خلال نشر ما تعلمته كلما أمكنك ذلك، لماذا لا تُنشئ مدونة متخصصة؟
لماذا لا تكتب؟ لماذا لا ترسم؟ أينما كان مجال تفوقك اسمح له بالظهور، لا تقل لنفسك: لن أنجح، فماذا فعل مَن قبلي! هذا خطأ فادح، فلو كان كذلك لما قام أي من الناجحين بتسطير النجاح من أساسه.
إنّ الله تعالى قد أوجد الاختلاف في الأرض؛ ليساعد بعضنا بعضًا، فإنّني أدعوك أن تتخيّل كون به كلّ الأشخاص مثل بعضهم بالضّبط بلا أيّ اختلاف، أعتقد أنّك وصلت إلى وجهة نظري بأنّها ستكون حياة مملّة، وكذلك لن يتواجد من يساعد الآخر؛ لأنّنا متماثلين تمامًا في كلّ شيء.
كثير جدًّا منّا لا يقبل الاختلاف في أشياء كثيرة، ودائمًا ننظر إلى كلّ شخص مختلف عنّا أنّه شخص لا يصلح للحياة، أو شخص ضعيف أهبل معقّد مجنون، وما إلى ذلك من الصّفات الّتي نطلقها على الأشخاص الّذين يكونون مختلفين عنّا في الصّفات، والإمكانيّات والنّشأة والتّربية والبيئة المحيطة.
وإنّ الله تعالى قد أوجد الاختلاف في الأرض؛ ليساعد بعضنا بعضًا، فإنّني أدعوك أن تتخيّل كون به كلّ الأشخاص مثل بعضهم بالضّبط بلا أيّ اختلاف، أعتقد أنّك وصلت إلى وجهة نظري بأنّها ستكون حياة مملّة، وكذلك لن يتواجد من يساعد الآخر؛ لأنّنا متماثلين تمامًا في كلّ شيء.
لذا ولكي تعيش حياة سليمة لا بدّ لك من أن تتقبّل هذه الثّقافة في أنّنا مختلفون فيما بيننا في الصّفات في التّربية في النّشأة في الطّباع في الأخلاق في كلّ شيء، وهذا الاختلاف هو رحمة من الله عزّ وجلّ، وحكمة كبيرة جدًّا لا يعرف قدرها إلّا من أخذ وقتًا، وتدبّر في النّظر إليها بعين اليقين والحكمة.
أتذكّر في يوم من الأيّام أنّ أحد الأشخاص، وقد كنت مؤسّسًا لصفحة على الفيسبوك، تهدف لنشر الفيديوهات الّتي تختصّ بمجال التّنمية البشريّة والوعي البشريّ، إلّا أنّه دخل وقام بإلقاء وابل من الشّتائم النّابية، مع العلم أنّني أنشر علمًا، وهنا تقبّلت ذلك، وكان ردّي مجرّد شكرًا لذوقك، ويوم سعيد لك.
كنت في السّابق أتعصّب لمثل هذه المواقف، وأردّ بطريقة حادّة وغاضبة، وقد توقعني في أخطاء كثيرة، لكن مع مرور الوقت، وبالأخصّ بعد عمر الثّلاثين أصبحت أنظر إلى الأمور، وأفنّدها إلى أمور هامّة، وأمور أخرى لا تستحقّ الوقت أو الرّد، أكتفي شكرًا أو نظرة أو عدم الاكتراث في أحيان كثيرة أخرى؛ لأنّ مجرد الرّد مضيعة للوقت والجهد، وقد يوقعك في أخطاء تؤنّب ذاتك فيما بعد.
وإنّ قدرة الإنسان على الاستمرار تكمن في قدرته على تقبّل التّغيّير، وهذه إحدى النّظريّات الّتي أؤمن بها بشدّة، فإنّ قدرتنا على تقبّل التّغيّير هي ما توصلنا إلى ما نصبو إليه من أهداف حياتيّة، وإنّ الوقوف داخل دوائر الأمان (نظام الدّفاع الذّاتي) هو ما يوقعنا في الألم حيث يكسبنا الكسل عدم العمل، وعدم السّعيّ إلى ما هو جديد بالطّبع كلّ هذا فيما يحقّق النّفع للنّاس وللمجتمع.
النّاس تختلف في كلّ شيء فلا يوجد إنسان متشابه مع إنسان آخر حتّى إنّك يمكن ملاحظة ذلك في ميدان العمل مثلًا على سبيل المثال في الوظائف لا يتمّ تأدية العمل بنفس الطّريقة من قبل الأفراد لاختلافات في البيئة المحيطة، والتّربية والتّعليم والفروقات الفرديّة، وما إلى ذلك.
فإنّك إذا ما أردت أن تحصر الاختلافات فأعتقد أنّك لن تستطيع حتّى حصرها فإنّها تختلف من فرد لآخر ولذات الفرد من وقت لآخر.
هناك أحد المناهج الّتي تقول إنّك قادر على تحقيق كلّ شيء في هذه الحياة إلّا أنّنا نعلم جيّدًا بوجود الفوارق الفرديّة، ويتميّز بعض الأفراد عن البعض الآخر في بعض الأشياء والمهام ما يطلق عليه الفوارق الفرديّة.
كما أقول وأكرر دائمًا أنّنا ولدنا ببصمة مختلفة حيث يختلف كلّ منّا على الآخر، فلا تتوقّع أن تكون بصمتك هي نفس بصمتي، فإنّنا يا عزيزي مختلفون في كلّ شيء.
إنّ بعض النّقاط الخلافيّة لا يمكن معالجتها بالطّبع، أتذكّر إحدى العلاقات الّتي مررت بها، وبحقيقة الأمر كانت علاقة سامّة، حيث كانت هذه الفتاة مثال لفتاة متيبسة بآرائها ومسيطرة إلى أقصى الحدود، تريد تحقيق رغباتها بشتّى الطّرق ،والسّيطرة على كلّ من حولها باختصار، وإن صح القول السّيطرة على الجميع، وتجميع كافّة قطع المكعّبات كما يفعل الصّغار بجانبهم.
أمثلة هذه العلاقات السّامّة لا يمكن معالجتها أو إيجاد حلّ وسط يرضي كافّة الأطراف، في هذه الحالة كان الحلّ الأمثل هو البعد عنها، حتّى لا أتأثّر بها وبسلبيّتها، ومن هنا ومن هذه النّقطة بالذّات، فإنّ لكلّ منّا منطقة وسيطة من خلالها يستطيع معرفة ما هو قادر على الوصول لحلّ وسط له، وما لا يستطيع الوصول لحلّ وسط له بمعنى أدقّ ترك الأمر كما هو عليه، وعدم إكمال هذه العلاقة.
وتبقى ثقافة الاختلاف عنصرًا مؤثّرًا في حياتنا اليوميّة؛ لما لها من حقيقة ثابتة في كوننا بشرًا، مختلفين فيما بيننا، العنصر الأهمّ ماذا نقدر أن نفعل في ضوء هذا الاختلاف ومعرفتنا به؟ لا أخفي عليك سرًّا، إنّ الاختلاف هو جوهر وعنصر هامّ في الحياة، فلو كنّا متشابهين فإنّنا لن نحتاج إلى بعضنا البعض من الأساس.
أقبل وجود هذا الاختلاف، والجزء الّذي بداخلي الرّافض له.
أقبل الفوضى بداخلي، والجزء الدّاخلي الرّافض لها.
أقبل كلّ مشاعري دون قيد أو تقيّد أو حكم، وأقبل كذلك الجزء الرّافض لها.
أقبل النّور والظّلام، أقبل الملائكة والشّياطين، أقبل عدم الكمال، أقبل الحسنات والسّيّئات، والنّور والظّلام.
أمشي وحيدًا في الظّلام باحثًا عن هذا النّور الّذي سيرشدني إلى هذا الطّريق الّذي أعتبره صحيحًا، وسط عتمة اللّيل المظلمة، عليك تكوين ثقافة داخليّة تأخذك إلى برّ الأمان في وسط هذه الأشياء المحيّرة المتواجدة في هذه الحياة، ابحث عن هذه الشّعلة الّتي تنير لك هذا الطّريق وسط عتمة البحر واللّيل، ولا تفقد الأمل فإنّ الآمال لا تموت إلّا إذا قرّرت لها أنت الموت.
عش بالأمل وبالحبّ والتّنفسْ، وعِ الحبّ والسّلام الدّاخليّ.