أعلم جيدًا بأن هناك بالفعل يحمل نفس العنوان للكاتب توماس اريكسون، ولكن هذا الموضوع كان لا بد من أن أقف أمامه بين طيات هذا الكتاب الَّذي بين يديك، فإن العالم لا يخلو من الحمقى أو المرضى النّفسيّين الَّذين تكون مجبراً على التّعامل معهم بشكل يوميّ بالأخصّ في ميادين العمل.
فكلّ مكان ستذهب إليه لعلك ستصدم بواحد أو اثنين من هؤلاء الحمقى ومدعي المعرفة والعلم والَّذين يؤثرون على حياتك بالسلب فأسلوبهم في التّعامل لا يعدو أن يكون أسلوبًا غير حضاريّ مجرّد إنسان أعطيته مالًا أو سلطة ليس إلا، لا يفقه عن الإدارة أو التّعامل شيئاً فتجده يطلق بعض الكلمات الَّتي لا معنى لها سواء في بريد إلكتروني، أو في مذكرة، أو في الهاتف، فكل هؤلاء الحمقى بالطبع قابلت منهم في حياتك فإن حياتنا لا تخلو من الحمقى والمرضى النّفسيّين الَّذين يؤثرون على حياتنا بالسلب، حيث يعمل هؤلاء على سلب طاقتنا والعمل على جعل يومك أشبه بكابوسٍ لا منجى منه سوى أن تهشم رأس هذا الشخص أو رأس هذه الفتاة.
مهما حاولت أن تترك أثراً أو تعلم هذا الأحمق فإنه لن يتعلم شيئاً فإنه غارق في عالم من التيبس والتيه والعته، المشكلة الوحيدة أنه حصل على منصبٍ في أحد الجهات أو على مالٍ من ذويه وبعد ذلك يطلق العنان لأفكاره الخلاقة الَّتي تبهرك بالعته والتيه (بين قوسين بالمصري بالهبل) لكنه هبلاً من نوع خاصّ من نوع فريد من نوعه.
كيف لك أن تتعامل مع هؤلاء الحمقى والمرضى النّفسيّين؟
عليك الأوّل أن تتقبل نفسك وتتقبل ما هم عليه، ثمّ بعد ذلك إذا كان ليس هناك ما يربطك بالعمل معه أو التّعامل معه فعلى الفور قمّ بإلغاء حسابه أو احذف صداقاته لأن أمثال هؤلاء لا يستحقّ أن تبذل معهم الجهد والوقت فقط القيه في أقرب سلّة للقمامة لترتاح منه للأبد، أما إذا كان لا بد التّعامل معه فتقبل حماقته وتعامل معه على حدود العمل فقط وفقًا لعقله وتقبل قدراته المحدودة وفهمه لأنه لن يفهم أبداً، وإياك أن تحاول أن تفهمه أو تعلمه فإن هذا المجهود الضائع لا جدوى منه ستضيع كلاً من وقتك وطاقاتك.
أرجو من الله تعالى أن يبعدنا عن هؤلاء الحمقى والمرضى للأبد وألا أصادفهم حتى ولو في طريق حياتي.
هذا بالطبع دعاء، لكن حقيقة الأمر أن هؤلاء الحمقى والمرضى في كل مكانٍ وأن كل تجربة من إحداهم قد تُكسبك العديد من المهارات الرّائعة على الرغم من كونها مؤذية نفسياً أعترف بذلك، إلا أنها تُقوّي جلدك ونفسك لتقبّل المزيد، وتزيد من سعتك لقبول الآخرين مهما كانت درجة الوعي لديهم.