إن التَّمسك بالطَّاقات الإيجابيَّة شيء جيد وفعال بالطبع، ولكن مع العمل فلنأخذ بالأسباب، ليس فقط مجرد التَّمسك بالآمال، فلم يعد علاء الدين متواجدًا في عصرنا الحالي وإلا لجرى كل منا نحو المصباح

الصورة الرمزية لـ princeshetos

إن التَّمسك بالطَّاقات الإيجابيَّة شيء جيد وفعال بالطبع، ولكن مع العمل فلنأخذ بالأسباب، ليس فقط مجرد التَّمسك بالآمال، فلم يعد علاء الدين متواجدًا في عصرنا الحالي وإلا لجرى كل منا نحو المصباح، إذن أطلق الطاقات من قانون الجذب مع العمل والأخذ بالأسباب لتصل إلى ما تريده من أهداف الحياة، إلا أن قانون الجذب يحقق نجاحات يومية، لكن لمن؟ للذي يعمل مع إطلاق الطاقات.

ما هو قانون الجذب؟

إن هذا الكون مبني على الذبذبات، فلكل شيء ذبذباته الخاصة في هذا الكون الَّذي نحيا به، ولكي تستطيع الحصول على شيء ما ترغب به فإنه لا بدَّ أن تقوم بضبط هذه الترددات لتحصل عليه.

الكون بالكامل مبني على ذلك، فإن قانون الجذب يُعدّ واحدًا من أكثر القوانين الكونية انتشارًا التي تحدَّث عنها ملايين البشر، ولا سيما الكاتبة رواندا بيرن في كتابها “السر” الَّذي يوضح هذا القانون وما له من ذبذبات طاقية لكل هدف، فالمال له ذبذبات معينة، والثروة، والأسرة، والطموح، والعمل، فلكل شيء ذبذبة محددة تحركه وتصل إليه، فإن هذه العملية ليست من فراغ، لكنها نتيجة عمل وجهد ذهني، حيث ستقوم بضبط الذبذبة المناسبة مع ما تريد الحصول عليه، فإذا ما أردت الحصول على وظيفة مرموقة فإنه يستدعي ذلك ضبط التردد للحصول عليها من خلال تخيلات بأنك بالفعل حصلت عليها وأن تقنع نفسك أولًا بأنك تستحقها، فإذا ما شغلتك الأفكار بأنك لا تستحق أن تحصل على وظيفة مرموقة، أو أن تكون سعيدًا فمن ذا الَّذي سيصدقك؟

إليك تجربة شخصية، فإنني عندما تخرجت من كلية التجارة كنت أسعى جاهدًا الحصول على وظيفة ذات دخل ثابت وبمكانة وواجهة اجتماعية مرموقة، فكنت أحلم دائمًا أن أعمل في أحد البنوك، وعندما لم أتمكن من ذلك وعملت في وظيفة بسيطة جدًا كان مرتبها وقتها لا يتعدى 400 جنيهًا بالشهر، وكان وقت العمل من الساعة التاسعة إلى الساعة السابعة الميعاد الصباحي، وكان يحالفني الحظ في الميعاد المسائي الَّذي كان أكثر سوءًا بالنسبة لي من الساعة السابعة إلى الواحدة صباحًا، ولكنني كنت أصلي يوميًا وأعمل على ضبط ترددي على الطاقة العالية بأنني راضٍ بما أنا فيه، لكنني سأحصل في يوم من الأيام على الوظيفة الأعلى، لذلك كنت أذاكر وأجتهد ولم أمل أبدًا، بل كنت مجتهدًا لأقصى الدرجات، وكان لي صديق يساعدني في ذلك، حيث كان دائم التشجيع لي، وكان يعمل وقتها بأحد الفنادق الكبيرة آنذاك.

أضاف زميلي الفاضل محمد طه جُملاً مهمَّة جداً في الحياة:

“سباقك الحقيقي مع نفسك، أن تطورها، وتهذبها، وتعلمها، أن تكسب الخير، وأن تبذل الخير وأن تُرضي الله، أن تعيش وفق قيمك ومبادئك وأفكارك، لا وفق آراء الآخرين، المجد عمره ما كان للأكثر ذكاء، ولا الأقوى في الوقت الحالي… المجد لكل واحد نفسه طويل، مجتهد، يخطئ كتير، ومع الوقت يعمل هامش نجاح وخبرات، المجد للي الحياة بالنسبة له عبارة عن سلسلة تجارب كثيرة ومختلفة”.

تعلمت من الحياة، ومن الاجتهاد، ومن قانون الجذب وإليك المفاجأة، فقد عملت بفضل الله تعالى في بنك حكومي، وتمت ترقيتي بحمد الله تعالى خلال سنوات عملي، وذلك لشغفي بهذا المجال ولمجال الحب الطاقي الَّذي ضبطت ترددي عليه، ولم أيأس يومًا، فاليأس يا صديقي ما هو إلا شماعة ستقوم حتمًا بالقضاء عليك وستجعلك تعيسًا في حياتك الدنيا، لماذا؟ لأنها تقتل الآمال والأحلام، فإن الإنسان الَّذي لا يحلم فإنه إنسان ميت بالتأكيد وبلا شك.

عند ضبطك للذبذبات فإنه تحدث المعجزات حتمًا فإنه يحدث ما يطلق عليه التناغم، وليحدث التناغم عليك أن تجعل معتقداتك وقناعاتك تتناغم معها، وإذا ما حدث أن كانت هناك قناعات معيقة فإنه لا بدَّ من تغييرها لتتناسب مع قانون الطبيعة، والأمل، والإخاء، والتطور، والحب، والتفاؤل، والتفاني بالعمل، والاجتهاد، والثقة، وكل ما هو ناجح وبسيط، فإن البساطة هي النَّجاح، فإنك في بساطتك وبساطة أفكارك ستنجح، فكلما وجدت شخصًا بسيطًا قم بمساعدته بإعطائه، وهو قانون المنح فإنك عندما تمنح شيئًا تحل طاقة من نفس الشيء مثيلة له تعوض ما منحته للشخص الآخر، فلا تظن أن الاحتفاظ بالأشياء القيمة يزيدها، بل اعطِ مما معك تأخذ طاقة مشابهة وأقوى طاقيًا منها تساعدك على مجابهة الحياة، فإن الحياة محبة وليست صعبة كما تصورها الأفراد لك، كل ما عليك ضبط طاقتك.

تحتاج أن تكون الشيء الَّذي تريده، فإذا أردت أن تحصل على وظيفة ما لا بدَّ أن تكون القناعة الداخلية للحصول عليها بالطبع، وتحلم بها وتتخيلها، وكلك ثقة داخلية بالحصول عليها، وأنه لا توجد عوائق أو حواجز تمنعك من الوصول إليها، فكل ما تحتاج إليه هو الوقت، وطالما أن عامل الوقت متوافر بإذن الله تعالى فإنك ستحصل على هذا الشيء، وهنا يأتي الصبر، والقناعة، والإصرار على النَّجاح.

لا تقم بمقاومة الوضع الحالي أو الأفكار، بل تقبلها كما هي طبقًا لقانون التسليم، ثم اسمح لها بالرحيل حتَّى لا يحدث تعلق داخلي، بمعنى أنك قررت الحصول على شيء إذن ستحصل عليه، ولكنه من الممكن أن يكون هذا الشيء سيضرك، بالتالي الله تعالى قرر عدم منحه لك، إذن لن تتعلق بهذا الشيء، اتركه يأخذ وقته، فإن أتى خيرًا، وإن لم يأتِ فأنت راضٍ تمامًا عن هذه النتيجة وتسمح لها بالرحيل، فإن التعلق لا يعد أن يكون سببًا في تعاسة البشر لكثرة الرغبة في الحصول على الأشياء، وهو ما تحدَّث عنه العالم الكبير ديفيد آر هوكينز بأن الرغبة أحيانًا تكون مدمرة ومعطلة، لذلك أعطاها في سلم الوعي درجات منخفضة عن معايير القبول والسماح والحب، وما إلى ذلك من مشاعر إيجابية أكثر قوة تدفعك للأمام.

إن قانون الجذب الغرض منه الوصول إلى الرضا فيما تطمح إليه من خلال التفكير الإيجابي

(الأبراكدابرا)، ولك أن تعلم أن كتاب السر للكاتبة رواندا بيرن الَّذي أُعِدَّ بعده على أجزاء وأُعِدَّ له فيلم توضيحي قد حقق ثلاثمائة وثلاثين مليون دولارًا مبيعات للجزء الأول فقط، والمقصود بهذا القانون أن الأفكار الإيجابية تجد مثيلاتها، وبالعكس الطاقات السلبية تجذب مثيلاتها من الطاقات، ولعل لهذا القانون بعضًا من الانتقادات، فقد انتقده البعض أنه قانون غير فيزيائي، أي يناقض قواعد الطبيعة التي تقول: إن الطاقات التي تنجذب لا بدَّ أن تكون مختلفة في الشحنات (المتناقضات) الموجب والسالب، وقال البعض: إنه سطحي، غير مبني على أساس علمي، فإذا سحبت اليناصيب بالتأكيد كلنا يطمح في أن يفوز، بمعنى أنه أصدر طاقات إيجابية في الكون، ورغم ذلك قد لا تربح، والأم التي لديها طفل مريض بمرض كالسرطان مثلًا فإنها كل يوم تتمنى شفاء ولدها، ورغم هذه الطَّاقات الإيجابيَّة لا يُشفى، وأقول في هذه النقطة:

دعني آخذك معي في رحلة إلى كيفيَّة تكوين الصداقات وقواعدها المهمَّة، وإذا لم تنجح معك هذه القواعد فإنني سأعتبر نفسي قد فشلت حقًا، ولكن دعني أقول لك إن هذه القواعد منذ الأزل وستظهر معها نتائجها فور تطبيقها.

 

تحدث الكثير من الكتَّاب حول الأصدقاء، وكيفيَّة تأثير الأصدقاء بنا وفي نمط حياتنا، وسلوكياتنا اليومية، إلا أنني تأثرت بأثر كاتب على الإطلاق وهو ديل كارنيجي من كتابه “كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر فيهم”، وبالفعل سيعلمك هذا الكتاب الكثير لما به من تقنيَّات فعالة لكسب الصداقات الفعالة والَّتي تُبنى مع الزمان ومرور الوقت.

فإنك لتحصل على الأصدقاء لا بدَّ أن تدعم المحبَّة وتنشرها بينهم، فإذا كانت لا تعرف نشر المحبَّة فإن هناك مشكلة يا صديقي العزيز عليك معالجتها في الآن واللحظة.

لا أقصد هنا يا صديقي بأصدقاء المصلحة، فلعلك ستقوم الآن بفتح شاشة الفيسبوك الخاصة بك لتريني عدد أصدقائك الَّذي لا يحصى، فدعني أقول لك كم منهم اتصلت به اليوم؟ ليس بالكثير على ما أعتقد، تدور في طاحونة لا تنتهي حول زملائك بالعمل، وكيف ستقوم بالانتقام منهم أو العمل على أن تكون أفضل منهم.

إن الحبّ والإخاء هو الجسر الَّذي يوصلك إلى قلوب الناس فتكون أمينًا على قلوبهم، بينما الحقد والغيرة والأغلال الَّتي تنصبها على قلبك ستنال منك قريبًا؛ لأن الكثير من العلاقات أصبحت في هذا العالم مبنية على الزيف والمصلحة كما يُقال.

أدعوك اليوم إلى ترك المعتقدات القديمة حول علاقات المصلحة المشتركة، وأدعوك إلى نبذ الخلافات والتآخي والتقارب بين الأصدقاء لتكون شبكة فعلية من الأصدقاء الحقيقيين وليست صداقات الشاشات البعيدة الخالية من الأحاسيس، فإذا كنت الآن أمام أحد الهواتف النقالة أو جهاز حاسوب هل لك أن تقول لي بماذا يشعر الطرف الآخر حيالك؟

لا أعتقد ذلك بالفعل؛ لأن الشاشات اللعينة لا تنقل الأحاسيس والمشاعر، وأن الصديق الحق هو من تلجأ إليه وتجده وقت الضيق، فمن الممكن أن تكون أقلّ من أصدقائك في أشياء كثيرة، إلا أنك بمحبتك الَّتي تعطيها لهم دون تظاهر أو مصلحة شخصية تجعلهم يلتفون حولك كالشمس وهم الكواكب من حولك، كل هذا يعتمد عليك.

عليك أن تُكَوِّن صداقات للعمر وليس للحظة الحالية فقط، فلا تنظر أسفل قدمك، كم مثابر خَلق نوعًا من العلاقات الَّذي يدوم للأبد، فكثيرًا ما ترى أناسًا يُدفنون تحت الثرى، إلا أن سيرتهم العطرة كلما جاءت يظل الناس يعكفون أمامها بالخير، والعطاء، والزهد، والورع، وعلى النقيض هناك علاقات مؤذية تأخذ ولا تعطي، فلا أريدك أن تكون مثالًا لهذه العلاقات المؤذية الَّتي تأخذ من طاقتك الكثير وتضيّعه في طرقات الوهن، والضعف، والقلق، والاكتئاب. 

اعلم أن خمسة وثمانين بالمئة من النجاح المادي قائم على العلاقات الإنسانية، وخمسة عشر بالمئة فقط على المعرفة الفنية.

عندما تقابل صداقات من النوع الجيِّد الدائم فإنك ستعمل على نقل الخبرات، وكذلك التطوير الذاتي لك ولأصدقائك عن طريق تبادل الأفكار، والوعي المشترك الَّذي سينشأ بينكم من خلال تبادل الأفكار والمعلومات، وكلما زادت فترة الصداقة زاد التقارب والوعي بين الأصدقاء، فكثيرًا ما تجد أصدقاء لا يتكلمون كثيرًا، ولكن من نظراتهم تعرف ما يريدون أن يحكوا لك، العين فاضحة كما يُقال، تنشر الأحاسيس دون رياء أو تظاهر، فإن ضحك الفم فإنها أحيانًا كثيرة لا تضحك.

دعني آخذك معي في رحلة إلى كيفيَّة تكوين الصداقات وقواعدها المهمَّة، وإذا لم تنجح معك هذه القواعد فإنني سأعتبر نفسي قد فشلت حقًا، ولكن دعني أقول لك إن هذه القواعد منذ الأزل وستظهر معها نتائجها فور تطبيقها.

الصورة الرمزية لـ princeshetos
Author Profile

Ahmed Magdy

مدون و كاتب مصري

ايقظ التنين بداخلك / اسمــــا / القوة الخفية بداخلك / علي حافة الجنون / حوار مع الذات يهتم بمجال التنمية البشرية و الوعي البشري و عمل بالمجال المصرفي منذ اكثر من 15 عاماً بفضل الله سبحانه و تعالي – روح حرة فى ملكوت الخالق و ما اوتيت من العلم الا قليلا

Search

You cannot copy content of this page