أحياناً لا يمكننا سماع ذلك الصّوت الدّاخلي، ولعلّ ذلك بسبب ضغوطات الحياة الَّتي تطغى علينا، وبالتالي تمحو الصّوت أو تسيطر عليه وتُسمعنا أصواتًا أخرى غير أصواتنا الدّاخلية.
تعمل هذه الضغوطات الحياتيّة على إضفاء نوع من الضّوضاء الخارجيّة الَّتي لا تجعلنا على اتصال مع ذلك الصّوت الدّاخلي وتشوّش عليه، بل وأحياناً تسيطر عليه وتجعل هذه الأصوات على أعيننا غشاوة لا نرى بها الحقيقة، بل ولا تجعلنا نرى ذاتنا كما هي.
إن رحلة البحث عن الذات الدّاخلية تأخذ سنوات لكي تتمكن من البحث عن ذاتك الحقيقيّة، فإنها رحلة بحث مستمرّة لعلني أذكر هنا أحد الأقوال الَّتي تأثرت بها من قبل مدربة اليوغا نور مهنا، ما نحن إلا علامات في طريق بعضنا وأن الوعي هو من يجدنا وليس نحن من نجده، أخذت الكثير لأصل إلى هنا، لم يكن ذلك بين عشية وضحاها وكان سرّ سماع الصّوت الدّاخلي هو القبول، فإنني كثيراً ما كنت أعنف نفسي بل ولا أقبلها في أحيانٍ أخرى عديدة، وكان السرّ ببساطة هو القبول.
قد يكون مجرّد ذكر كلمة القبول كلمة سهلة النّطق، ولكن إذا ما نظرت إليها بمعنى أدقّ وأعمق ستجدها تحتاج للعمل للوصول إلى معناها الحقيقيّ، إن القبول هو أن تقبل ما هي نفسك عليه كما هي بدون قيود أو شروط مهما كان هذا الأمر صعباً في بادئ الأمر.
الأمر يحتاج إلى الممارسة والعمل فإنه لا شيء يقدّم بالمجان بل هي تجربة، في حياتك العديد من التّجارب الَّتي تعمل عليها وتعلمها يومياً لا تدع الحياة أو عقلك هي المسيطر عليك قم أنت بالسيطرة عليها.
كيف؟
بممارسة التّأمل يمكنك أن تتوافق مع سماع ذلك الصّوت الخافت بداخلك، وكما يقول البعض اسمع صوت قلبك فإن القلب يمكن أن يوصل رسالات قد تكون صعبة على العقل أحياناً كثيرة دعنا نتحدّث عن الحبّ.
هل العقل يمكنه أن يعي معاني الحبّ بدقّة؟ هل يمكنه تقبل هذه المشاعر كيفما هي؟
إن القلب له طاقة قويّة لمعرفة بعض القوى الخفيّة عن العقل لعلّ منها طاقات الحبّ، فإن الحبّ من أقوى الطّاقات، أتذكر أنني سمعت في أحد الأيام عن تنفس وعي الحبّ ما هو هذا التنفس؟
خذ نفسًا عميقًا في أربعة، ثمّ اخرج هذا النفس في ثمانية عدّات ببطء وتذكر أنك تتنفس الحبّ أو وعي الحبّ وأنت مغمض لعينيك أشعر بالحبّ يسري في كافّة أطرافك، بالقوّة الَّتي يحملها بين يديه، بالطاقة، بهذا العرفان لهذا الشّعور الجميل الشّافي لكافّة الأمراض، تذكر أن كافّة الأمراض والأسقام يمحوها وعي الحبّ.
كنّ أنت سفيراً للحبّ، قم بنشره على البشر في كل عمل، وكل رسالة تحملها.
تذكر أن تحمل صوتك الداخليّ معهم في كل مكان، وأن يكون لك البصمة والصّوت والعلامة المميّزة، فأنت جينياً لا يوجد مثلك، أنت طاقة فريدة من نوعها قادرة على تحريك المستحيل فعلياً إذا ما تمرّنت فإن الوعي مثله مثال.