ما هي أهدافك؟ ما هي معاييرك الأخلاقيّة الَّتي تودّ أن تنشرها بين الناس؟ اجعل لنفسك هدفاً تسعى له وقم بالسّعي وراءه.
إن الحبّ هو طاقة عظيمة لأقصى الحدود فعندما تُفعّل طاقة الحبّ بداخلك فإنك تسمح لكافّة العطايا أن تتواجد في حياتك وتسمح لأن تكسر كافّة الحدود الَّتي طالما عشت حبيساً بها، فإن طاقة الحبّ والعطاء هي طاقة غير محدودة ولا تنضب أبداً، فقد ولدت على نحو قويّ جداً يمكنك من تحقيق أي شيء كل ما عليك هو الإيمان والعمل على تحقيق ذلك.
لا توجد مستحيلات ما دُمت قادراً على التنفس، هذه النّعمة الرّائعة الَّتي أعطاها لك الله على وجه الخصوص، وجودك على وجه الأرض تحت هذه السّماء ما منحك إياه الله تعالى لتحيا حياة رغدة مهما كانت معتقداتك وظروفك.
لم أكن أعلم يوماً بأنني سأقوم بتوصيل رسالة ما مهما كانت، لكنني آمنت وما زلت أتمرّن على الإيمان الحقّ بما يتوجّب عليّ فعله لأكون الأفضل.
جميعنا نحمل رسالة في أعناقنا وقلوبنا، بالتالي لا بد أن نوصلها لمن همّ معنا، ولمن همّ بعدنا مهما كان الوضع، فعلينا تقبله والقبول يفتح لنا طاقات وأشياء لم نكن لنعلمها إلا من خلال تناغمنا مع ما حولنا، وكل ما حولنا يرسل إلينا طاقات كونيّة بالخير، ففعّل طاقة الخير واجعلها تسري بداخلك، اسمح لطاقة الحبّ أن تغذيك، أن تكون معك، استمع كل يوم إلى أحد النصائح الَّتي من شأنها أن تدعمك، تعلّم شيئًا جديدًا، ووفّق بين الحياة والعمل.
باختصار شديد تعلّم أن تحيا الحياة، وأن تكون أنت النّور الَّذي أرسله الله تعالى لينير الكون، قم بالأعمال الصّالحة وانشر الخير.
اعمل على أن تكون هذه النّسخة الأفضل منك دوماً، دعّم نفسك بالقراءة، بالعلم، بالتأمل، فإن كل هذه الأمور لها فعل السّحر على من همّ حولك ومن همّ بجوارك.
محاط بالمرضى النّفسيين والحمقى
أعلم جيدًا بأن هناك بالفعل يحمل نفس العنوان للكاتب توماس اريكسون، ولكن هذا الموضوع كان لا بد من أن أقف أمامه بين طيّات هذا الكتاب الَّذي بين يديك فإن العالم لا يخلو من الحمقى أو المرضى النّفسيين الَّذين تكون مجبراً على التعامل معهم بشكل يوميّ بالأخصّ في ميادين العمل.
فكلّ مكان ستذهب إليه لعلّك ستصدم بواحدٍ أو اثنان من هؤلاء الحمقى ومدعي المعرفة والعلم، والَّذين يؤثرون على حياتك بالسّلب فأسلوبهم في التعامل لا يعدو أن يكون أسلوبًا غير حضاريّ مجرّد إنسان أعطيته مالًا أو سلطة ليس إلا، لا يفقه عن الإدارة أو التعامل شيئاً فتجده يطلق بعض الكلمات الَّتي لا معنى لها سواء في بريد إلكتروني، أو في مذكرة، أو في الهاتف، فكل هؤلاء الحمقى بالطبع قابلت منهم في حياتك فإن حياتنا لا تخلو من الحمقى والمرضى النّفسيين الَّذين يؤثرون على حياتنا بالسّلب.
حيث يعمل هؤلاء على سلب طاقتنا والعمل على جعل يومك أشبه بكابوسٍ لا منجى منه سوى أن تهشم رأس هذا الشخص أو رأس هذه الفتاة.
مهما حاولت أن تترك أثراً أو تعلم هذا الأحمق فإنه لن يتعلم شيئاً فإنه غارق في عالم من التيبس، والتيه، والعته، المشكلة الوحيدة أنه حصل على منصب في أحد الجهات أو على مال من ذويه، وبعد ذلك يطلق العنان لأفكاره الخلاقة الَّتي تبهرك بالعته والتيه (بين قوسين بالمصري بالهبل) لكنه هبلٌ من نوع خاصّ من نوع فريد من نوعه.
كيف لك أن تتعامل مع هؤلاء الحمقى والمرضى النّفسيين؟
عليك الأوّل أن تتقبل نفسك وتتقبل ما هم عليه، ثمّ بعد ذلك إذا كان ليس هناك ما يربطك بالعمل معه أو التعامل معه فعلى الفور قم بإلغاء حسابه أو احذف صداقاته لأن أمثال هؤلاء لا يستحق أن تبذل معهم الجهد والوقت، فقط ألقيه في أقرب سلة للقمامة لترتاح منه للأبد أما إذا كان لا بد التعامل معه فتقبل حماقته وتعامل معه على حدود العمل فقط وفقًا لعقله وتقبل قدراته المحدودة وفهمه، لأنه لن يفهم أبداً وإياك أن تحاول أن تفهمه أو تعلمه فإن هذا المجهود الضائع لا جدوى منه ستضيع كلاً من وقتك وطاقاتك.
أرجو من الله تعالى أن يبعدنا عن هؤلاء الحمقى والمرضى للأبد وألا أصادفهم حتَّى ولو في طريق حياتي.
هذا بالطبع دعاء لكن حقيقة الأمر أن هؤلاء الحمقى والمرضى في كل مكان وأن كل تجربة من إحداهم قد تكسبك العديد من المهارات الرائعة على الرغم من كونها مؤذية نفسياً أعترف بذلك إلا أنها تقوّي جلدك ونفسك للتقبل المديد، وتزيد من سعتك للقبول للآخرين مهما كانت درجة الوعي لديهم.
لك أن تعلم أنك بالمثل بالنسبة لبعض الأفراد ستكون أحمقًا أو مريضًا نفسيًا فإن لكلّ فرد وجهة نظره الَّتي يصدرها عليك فلك أن تتقبل ذلك أيضاً.
لا أهاجم هؤلاء الأفراد في هذه السّطور، لكن للأسف من يعمل بوظيفة سيلمس الجزء الأكبر من هؤلاء الأشخاص بالأخصّ إذا كان ذو منصب أو كيانٍ هامٍ في أحد المؤسسات إذن يتوقف عليه إصدار بعض التعليمات الَّتي تكون معظمها بلا قيمة تذكر، مجرّد إصدار الأوامر لإصدار الأوامر.
أعلم جيداً فإنك ترى العديد منهم، حيث تتلون ألوان شفتاهم لتأخذ اللون الأحمر أمثال الجوكر في أفلامه هؤلاء الأشخاص الَّذين لا تعرف كيف يفكرون أو ما يصبون إليه.
فإنهم نواة لأي تعقيد أذكر كثيراً أنني قمت بالتعامل مع العديد منهم في وظيفتي فقد كانوا تقريباً نفس الشاكلة، حيث يقول معظمهم ليست لدي هذه المهمّة لا تخصى الرفض لمجرّد الرفض إن صح القول.
كنت في بداية الأمر أشعر بالضيق منهم، بل يجتاحني الغضب كثيراً مما أصابني بالقولون العصبيّ والأرق والقلق إلى أن تطوّرت في رحلة الوعي، وأصبح هؤلاء لا يعنون لي شيئاً، لا أقول لك إنني لا أغضب إطلاقاً فلا أحد لا يغضب فنحن بشر.
لكن هناك فرق أن تكون دائم الغضب لأتفه الأسباب وأن تكون واعياً لغضبك وتستغله، أعلم أحد أصدقائي عندما يُصاب بالغضب فإنه ينزل إلى صالة الألعاب ويلعب بوكس ويطلق هذه الطّاقة السلبيّة للأبد حتَّى لا تترك آثاراً في جسده ولا نفسه.
فإن الطّاقة السلبيّة المخزّنة في الجسد تترك آثاراً، ويتم تخزينها في غرفة الكراكيب طالما لم يتم التّعامل معها والتّصالح معها والسماح لها بأن ترحل برفق كل ما عليك أن ترفق بها وتسامحها.
لذلك فإن أمثال هؤلاء الأفراد يحتاج إلى التسامح والسماح له بالرحيل بهدوء مهما كانت درجة القسوة الَّتي يعاملك بها، وكما ذكرت في السابق إذا كان يمكنك عدم التّعامل مع هؤلاء الأفراد يفضل عدم التّعامل معهم، أما إذا كان واجباً فلا بد أن تتعامل معهم بالتسامح واللّين وألا تدع أفكارهم السلبيّة تؤثر عليك، وبالطبع هذا يحتاج إلى التأمل والتسامح والوقت؛ لتتعلم طريقة التّعامل المناسبة مع كل واحدٍ منهم.
كل شخصيّة لها طريقة مناسبة للتعامل معها وكل ما تحتاجه هو الوقت لتعرف كيفيّة التّعامل معها، وكما ذكرت أن هناك بعض الأفراد أنت لست مجبراً على التّعامل معهم وهؤلاء الشخصيّات الصعبة أو المعقدة الأفضل أن تبعد عنها قدر الإمكان لأنهم يقومون إما باستغلالك، أو سلب وسحب الطاقات من حياتك والتأثير على هالتك بالسّلب.
تعلمت على مرّ السنين هو العمل على حماية حدودك الشخصيّة بمعنى أن تضع لنفسك وشخصيّتك حدودًا لا تسمح للآخرين بالدخول إليها، أو اختراقها إلا بالطبع بعض الشخصيّات الَّتي تسمح لها بذلك، بين قوسين لا تكن مباحاً للجميع ينتهك كل منهما حدودك بكل سهولة.
إن هذه الشخصيّات المريضة نفسياً تحتاج إلى التّعامل بحكمة وعدم إظهار مواقع ضعفك لأنهم بالطبع لن يتوانوا في استخدامها ضدك، أريدك الآن أن تشعر بالقوّة الداخليّة الَّتي تسري في عروقك الآن وأن تظهر لهم أنك المتحكم في حياتك وليس هم.
إن كنت في ميدان العمل فإليك النصيحة التالية، خلاصة ثلاثة عشر عاماً عمل في أحد البنوك الحكوميّة.
العمل جزء من الحياة وليس الحياة بالكامل، بمعنى لا تجعل العمل يسيطر على حياتك فتصبح عبداً له.