أعلم جيداً بأن العنوان قد يكون مبهمًا بعض الشيء أو أثار بك شيئًا من الدّهشة، ولكن هذا الأمر حقيقيّ فأنت استحقاك الآن وما أنت عليه هو نتيجة اختيارات قمت باختيارها فإن الله عزّ وجلّ منحك حقّ الاختيار فما أنت عليه الآن ما هو إلا نتيجة لهذه الاختيارات.
لذا لا تتعجب من العنوان المدرج فإن كافة الاختيارات التي قمت بها في هذه الحياة هي التي أوجدت هذا الاستحقاق فإذا ما أردت أن تغير هذا الاستحقاق لا بد من الإيمان أولاً بقدرة الله ثم التوكل على الله ثم العمل والأخذ بالأسباب.
لتغير هذا الاستحقاق لا بد من أن تدرب وعيك على العمل الجاد والشاق للوصول لأهدافك فمن ثم لا بد من تواجد مجموعة من الأهداف الحيوية التي تسعى إلى تحقيقها في هذه الحياة فإن الأهداف هي ما تجعلك تسعى وتعمل لتحقيقها.
ولكنني أذكرك هنا بعدم التعلق بهذه الأهداف وكثرة التفكير بها يكفي كتابتها والعودة إليها على فترات لتتذكر ما تصبو إليه.
كل شيء متواجد لغاية محددة خلقها الله تعالى وإن كنت لم تعِ ذلك فإنك بحاجة إلى إعادة النظر فيما حولك وتغيير وعيك ليتطابق مع من حولك من أشياء واستحقاقات وعطايا، فأنت خلقت في هذا الكون لغاية وهدف أسمى، ألا وهو إعمار الكون والهدف الأعلى هو عبادة الله تعالى وتعظيمه.
الغايات العليا لا يعلمها إلا الله تعالى عز وجل وأعطى الإنسان العلم ليحاول البحث عن الإجابات، وهناك علوم بها صعوبات، كعلم الروح مثلًا لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى كما ذكر تعالى في كتابة الكريم.
“وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا”. صدق الله العظيم.
أعطانا الله تعالى نعمًا كثيرة، ومن ضمن هذه النعم حرية الاختيار، وإلا إذا كنا مسيرين فكيف سيحاسبنا الله تعالى وهو العادل ذو الرّحمة!
حرية الاختيار أيّ أن الله تعالى يعطيك النعم وأنت من تستخدمها إمّا بالخير ونفع النّاس وإمّا للشر وبث بذور الشر في الأرض، بالطبع فإن الطّاقات العليا تتجلى وتكون أقوى من الطّاقات السلبية وأن استمرّت الطّاقات السّلبية عقوداً على ظهر الأرض فلا بد من تجلي طاقات الحبّ والإيمان والإخاء، وأن تأخذ مكانها في الكون وإعماره، فكلما أنشأت نارًا للحرب خمدت بنور من الله تعالى وهو صاحب الطاقة العليا وهو العزيز القدير.
دعني أطرح عليك سؤالًا: ماذا يحدث إذا ما كررت عبارة أنا لا أستحق أن أكون مميزًا، أنا أستحق أن أكون فقيرًا، أنا أستحق أن أكون غبيًا.
سيعمل بالطبع عقلك الباطن على توجيه إشارات قوية تؤكد لسائر جسدك أنك بالفعل لا بد أن تكون كذلك، بالأخص مع زيادة هذه الترددات السلبية تتكون الأفكار والإشارات التي يبثها جسدك لتصبح واقعًا ملموسًا ويعمل كل من حولك من طاقات إلى تحقيقها.
الله تعالى يعطي كل شيء من عنده، خزائنه لا تفنى، طاقته فوق طاقات الجميع، لا بد أن ترى ذلك، وإذا ما أدركت عطفه وقدرته فإنك تكون قد لمست الشعرة الأولى من الإيمان وتطرقت إلى عطفه، فإنه تعالى يدير هذا الكون بالحبّ وليس بالعنف أو الكره، يديره بسخاء من عنده، يعطي حتى من لا يعبده.
دعنا نتخيل وجود ملك يملك ولو قطعة من الأرض وهناك من لا يؤيده، بنظرك هل سيعطيه أيّ شيء؟ هل إن كان بيده عدم إطعام هذا الشخص أن يطعمه أو يسقيه؟ بالطبع لا، فإننا بشر.
وإن النفس لأمارة بالسوء إلا من رحم ربي.
لكن الله تعالى يعطي الكافر ويرزقه على الرّغم من كفره ويمهله، وإذا تاب يتوب عليه. نقوم نحن البشر بطريقة غير واعية بتغذية عقولنا بأفكار سيئة، مثل لا أستحق أن أكون سعيدًا، فتجد جبال التعاسة تشق طريقها إليك، بالطبع لأنك من استحققت هذا.
أنت من حركت الطاقة السلبية من حولك لتستحق ذلك بالفعل، فبدلًا من ذلك عليك أن تتجلى وأن تدع الطاقات الإيجابية تأخذ مصيرها، اقرأ كثيرًا عن الطاقات، عن الروحانيات، ولكن اقرأها بتدبر إلى أن تكسبك طاقات إيجابية تزيد من وعيك.
إن الوعي كالشّمس ينير لمن حوله الطريق، والوعي يكون الأفكار، والأفكار تكون مبنية على المعتقدات، والعقيدة والتربية والتعليم والبيئة كل ذلك يكون شخصيتك، تجاربك، وعالمك.
أنت خُلقت لتستحقّ أن تكون شيئًا مميزًا في حياتك لم تخلق لتكون نكرة فأنت من يصنع لنفسك المجد، كل ما عليك أن تثق بذاتك، بقدراتك، لا تدع أحدًا يحبط من نفسك، وتمسك جيدًا بحبال الله تعالى عز وجل فإنه باعث النّور والقدرة، وباعث الاستحقاق حين لا يوجد نور إلا نوره الكريم، فإليك نصيحة ألا وهي أن تدعو دائمًا أن يهديك الله تعالى إلى طريق الصّواب، طريق الاستحقاق والتفاؤل، فإن المتفائلين لم يولدوا كذلك، بل علموا أنفسهم التفاؤل مضوا في طريقهم إلى أن أصبحت تتولد لديهم الأفكار الإيجابية أولًا بأول، بالتّالي لم تصبح للأفكار السّلبية بداخلهم أية نواة تُبنى عليها.
أنت استحقاقك الحالي فإذا أردت أن تبني لك استحقاقًا آخر فلا بد أن تدعم نفسك بالعلم، بالأمل، بالحياة، بالنّور، فإن النّور لا يهبه الله تعالى للعصاة، بل يُعطى للموحدين بكماله ووحدانية ليرسلوا لمن هم دونهم، فكن واحدًا منهم يحيا بالأمل.
هناك من يقول ليعلو استحقاق الثروة مثلًا فإنه لا بد أن تذهب للأماكن الفارهة أو غالية الثمن، ولكن أقول إنك لا بد أن تُعلي استحقاق الثروة والغنى والحياة الرّغدة في النفس أولًا، فإن لم تحلم بها ولم تشعر أنك تستحقّ فإنك لن تنجح أبدًا، وليس هناك من ينجح في كل المجالات، لكن هناك من يحاول، وفي خلال هذه المحاولات ستتعرّف على ما وهبك الله تعالى به من عطايا ومنح ستستخدمها في تحقيق غاياتك وأهدافك المستقبلية.
إن انخفاض الاستحقاق ما هو إلى بداية اليأس، عندما تحسّ بأن ما لديك لا يكفي فإنك لا تستحق أن تكون ما تستحقه، عش بما لديك وطوره تدريجيًا، حاول الابتعاد عن القلق كلما أمكن، فإن الحياة في يومنا هذا تعتمد على عناصر قد تكسبت العديد من مكسبات القلق واليأس، فحاول أن تبعد عنها كي لا تصاب بخيبات الأمل، وسع مداركك على الحياة.
إن الحياة حلوة بما فيها فأنت، عنصر من عناصر السعادة بها، لذا أتمنّى لك السّعادة وأن تحيا بالأمل ما دمت حيًا. استشعر الشّمس والقمر بداخلك وكل الطّاقات التي وهبها الله إليك في جسدك، تأمل فإن في التأمل تكمن الفوائد الجمة.
وإليك بعض العبارات التي تعمل على رفع استحقاقك ردّدها كل يوم:
1. أنا أستحق الخير، والعفو، والعافية، والعفاف، والتقى، والغنى.
2. أنا الحبّ، أنا السّلام، أنا الاستحقاق.
3. أنا مزيج قويّ من الحبّ والقوّة.
4. طاقتي عالية طاقتي متجدّدة.
5. أنا قادر علي فعل أيّ شيء لا توجد قوّة في الأرض قادرة على منعي طالما الله تعالى معي.
6. أستحق السّلام.
7. أستحق الإصرار.
8. أستحق زوجة مخلصة ومحبّة وأولادًا طيبين.
9. الثروة تتجدّد والمال يتدفّق مني ومن خلالي.
10. أشعر بالقوّة في كافة المواقف.
11. أتقبل ضعفي وأتقبل قوّتي وأتقبل الجزء الدّاخلي الرّافض لهم.
12. أتقبل الشّمس، والقمر، والنّور، والظلام، والجزء الرّافض له.
13. أتقبل جانبي المظلم كما هو وأتقبل الجزء الرّافض له والمقاوم له.
14. أتقبل نفسي كما هي بدون قيود أو شروط.
15. أتقبل الحبّ واستحقّ الحبّ بدون شروط أو أحكام.
16. أتقبل ذاتي كما هي والجزء الرّافض للجزء المظلم بها.
17. أستحقّ النّجاح والثروة.
18. أنا طاقتي عالية عندما أقرأ.
19. طاقتي عالية عندما أتأمل.
20. أنا واثق من نفسي.
21. أستحق نعم الله عليّ.
22. أقدر الله وأشكره على كلّ نعمة التي منحت بدون مقابل.
23. أنا مستقر وسعيد لأن الله معي فإن كان الله معي فمن ضدي.
24. أستحقّ الوفرة، أستحقّ وفرة من الصحّة، ووفرة من المال، ووفرة من كلّ شيء.
25. أنا متصالح مع نفسي ومع الآخرين.
26. أنا هادئ، أنا متزن عاطفياً ونفسياً.
27. أنا مرتاح نفسياً جداً.