لكل منا بصمة مختلفة عن الآخر نحن مختلفون فيما بيننا عليك تقبل ذلك كما أقول وأكرر دائماً أننا وُلدنا ببصمة مختلفة، حيث يختلف كلٌّ منا عن الآخر، فلا تتوقع أن تكون بصمتك هي نفس بصمتي، فإننا يا عزيزي مختلفون في كل شيء. إن بعض النقاط الخلافية لا يمكن معالجتها، بالطبع أتذكر إحدى العلاقات التي مررت بها، وفي حقيقة الأمر كانت علاقة سامَّة، حيث كانت هذه الفتاة مثالاً لفتاة معتزة برأيها، ومسيطرة إلى أقصى حد، تريد تحقيق رغباتها بشتى الطُّرق، والسيطرة على كل من حولها، وإن صح القول السيطرة على الجميع، وتجميع كافة قطع المكعبات كما يفعل الصغار بجانبهم. مثل هذه العلاقات السَّامة لا يمكن معالجتها أو إيجاد حل وسط يُرضي كافة الأطراف، في هذه الحالة كان الحل الأمثل هو البعد عنها حتى لا أتأثر بها وبسلبيتها، ومن هذه النقطة تحديداً فإن لكلٍّ منا منطقة وسيطة من خلالها يستطيع معرفة ما هو قادر عليه وما لا يقدر عليه. هل يستطيع الوصول لحل وسط أو منطقة وسيطة؟ إن العلاقات بالأخص تحتاج إلى هذه المناطق الوسطية، إذا بدأت العلاقة بدون هذه المناطق أو كانت صعبة من أول العلاقة، فأعتقد من وجهة نظري أنه من الأفضل عدم إكمالها وتركها، لأنك في كلا الأحوال لن تتلاقى مع من تحب، كما قلت إن رأيي الشخصي غير ملزم، فلك أن تأخذ ما تشعر به بداخلك – داخل قلبك -، أطلق العنان للتنين النائم في قلبك ليخبرك بما يريد، نعم إنه صوتك لا تشكّك فيه بعد الآن لأنه يعلم ماذا تريد، لطالما كان هذا الصوت دائم الإرشاد لي إلا أنني كنت في أحيان كثيرة أنهره وأتركه يعوي كما تعوي الكلاب الضالة إلى أن هداني اللَّه تعالى لسماعه بحكمة ووعي. وأنا هنا في طيات هذا الكتاب وفي هذا السطر أدعوك لتُغمض عينيك لدقائق وتأخذ نفساً عميقاً وتسمع صوتك الداخلي بحكمة ووعي، من الآن أطلق له العنان. وتبقى ثقافة الاختلاف عنصراً مؤثراً في حياتنا اليومية لِما لها من حقيقة ثابتة في كوننا بشراً مختلفين فيما بيننا، العنصر الأهم هو ما الذي نحن قادرون على فعله في ضوء هذا الاختلاف ومعرفتنا به؟ لا أخفي عليك سراً أن الاختلاف هو جوهر وعنصر هام في الحياة، فلو كنا متشابهين فلن نحتاج إلى بعضنا البعض من الأساس. أقبلُ وجود هذا الاختلاف، والجزء الذي بداخلي الرافض له. أقبل الفوضى بداخلي، والجزء الداخلي الرافض لها. أقبل كل مشاعري دون قيد أو تقيّد أو حكم، وأقبل كذلك الجزء الرافض لها. أقبل النور والظلام، أقبل الملائكة والشياطين، أقبل عدم الكمال، أقبل الحسنات والسيئات. أمشي وحيداً في الظلام باحثاً عن هذا النور الذي سيرشدني إلى هذا الطريق الذي أعتبره صحيحاً وسط عتمة الليل المظلمة. عليك تكوين ثقافة داخلية تأخذك إلى بر الأمان في وسط هذه الأشياء المحيّرة المتواجدة على هذه الحياة، ابحث عن هذه الشعلة التي تنير لك هذا الطريق وسط عتمة البحر والليل. لا تفقد الأمل، فإن الآمال لا تموت إلا إذا قررت لها أنت الموت. عش بالأمل والحب، وتنفس وعي الحب والسلام الداخلي. هناك أسئلة قد تطرح نفسها: لماذا خلقنا اللَّه مختلفين؟ قد تكون الإجابة: لكي نرى منفعة بعضنا لبعض، لكي نرى حكمة الخالق في الخلق وإبداعه، ستختلف الإجابات من فرد إلى آخر ومن نفس الفرد من فترة إلى أخرى، لكن عليك أن تتدبر هذه الصفات؛ لتنير لك الطريق إلى مستوى أعمق، ومن الأعمق إلى المستوى الأكثر عمقاً. حاول أن تحدد متى تقبل الاختلاف، ومتى عليك التوقف والقبول لما ستجده، وقبوله كما هو عليه، وبناء على ذلك إما أن تحدد أن تتعامل مع الشخص، أو أن تتوقف عن التعامل معه في حالة كون الاختلاف ضاراً أو غير مقبولٍ كما ذكرت سابقاً عن العلاقات السامة. عش بالحب، عش بالاختلاف، وتقبّل النقيض، اقبل النور والظلام بداخلك.