لماذا خلقنا الله مختلفين؟

الصورة الرمزية لـ princeshetos

إنّ الله تعالى قد أوجد الاختلاف في الأرض؛ ليساعد بعضنا بعضًا، فإنّني أدعوك أن تتخيّل كون به كلّ الأشخاص مثل بعضهم بالضّبط بلا أيّ اختلاف، أعتقد أنّك وصلت إلى وجهة نظري بأنّها ستكون حياة مملّة، وكذلك لن يتواجد من يساعد الآخر؛ لأنّنا متماثلين تمامًا في كلّ شيء. كثير جدًّا منّا لا يقبل الاختلاف في أشياء كثيرة، ودائمًا ننظر إلى كلّ شخص مختلف عنّا أنّه شخص لا يصلح للحياة، أو شخص ضعيف أهبل معقّد مجنون، وما إلى ذلك من الصّفات الّتي نطلقها على الأشخاص الّذين يكونون مختلفين عنّا في الصّفات، والإمكانيّات والنّشأة والتّربية والبيئة المحيطة. وإنّ الله تعالى قد أوجد الاختلاف في الأرض؛ ليساعد بعضنا بعضًا، فإنّني أدعوك أن تتخيّل كون به كلّ الأشخاص مثل بعضهم بالضّبط بلا أيّ اختلاف، أعتقد أنّك وصلت إلى وجهة نظري بأنّها ستكون حياة مملّة، وكذلك لن يتواجد من يساعد الآخر؛ لأنّنا متماثلين تمامًا في كلّ شيء. لذا ولكي تعيش حياة سليمة لا بدّ لك من أن تتقبّل هذه الثّقافة في أنّنا مختلفون فيما بيننا في الصّفات في التّربية في النّشأة في الطّباع في الأخلاق في كلّ شيء، وهذا الاختلاف هو رحمة من الله عزّ وجلّ، وحكمة كبيرة جدًّا لا يعرف قدرها إلّا من أخذ وقتًا، وتدبّر في النّظر إليها بعين اليقين والحكمة. أتذكّر في يوم من الأيّام أنّ أحد الأشخاص، وقد كنت مؤسّسًا لصفحة على الفيسبوك، تهدف لنشر الفيديوهات الّتي تختصّ بمجال التّنمية البشريّة والوعي البشريّ، إلّا أنّه دخل وقام بإلقاء وابل من الشّتائم النّابية، مع العلم أنّني أنشر علمًا، وهنا تقبّلت ذلك، وكان ردّي مجرّد شكرًا لذوقك، ويوم سعيد لك. كنت في السّابق أتعصّب لمثل هذه المواقف، وأردّ بطريقة حادّة وغاضبة، وقد توقعني في أخطاء كثيرة، لكن مع مرور الوقت، وبالأخصّ بعد عمر الثّلاثين أصبحت أنظر إلى الأمور، وأفنّدها إلى أمور هامّة، وأمور أخرى لا تستحقّ الوقت أو الرّد، أكتفي شكرًا أو نظرة أو عدم الاكتراث في أحيان كثيرة أخرى؛ لأنّ مجرد الرّد مضيعة للوقت والجهد، وقد يوقعك في أخطاء تؤنّب ذاتك فيما بعد. وإنّ قدرة الإنسان على الاستمرار تكمن في قدرته على تقبّل التّغيّير، وهذه إحدى النّظريّات الّتي أؤمن بها بشدّة، فإنّ قدرتنا على تقبّل التّغيّير هي ما توصلنا إلى ما نصبو إليه من أهداف حياتيّة، وإنّ الوقوف داخل دوائر الأمان (نظام الدّفاع الذّاتي) هو ما يوقعنا في الألم حيث يكسبنا الكسل عدم العمل، وعدم السّعيّ إلى ما هو جديد بالطّبع كلّ هذا فيما يحقّق النّفع للنّاس وللمجتمع. النّاس تختلف في كلّ شيء فلا يوجد إنسان متشابه مع إنسان آخر حتّى إنّك يمكن ملاحظة ذلك في ميدان العمل مثلًا على سبيل المثال في الوظائف لا يتمّ تأدية العمل بنفس الطّريقة من قبل الأفراد لاختلافات في البيئة المحيطة، والتّربية والتّعليم والفروقات الفرديّة، وما إلى ذلك. فإنّك إذا ما أردت أن تحصر الاختلافات فأعتقد أنّك لن تستطيع حتّى حصرها فإنّها تختلف من فرد لآخر ولذات الفرد من وقت لآخر. هناك أحد المناهج الّتي تقول إنّك قادر على تحقيق كلّ شيء في هذه الحياة إلّا أنّنا نعلم جيّدًا بوجود الفوارق الفرديّة، ويتميّز بعض الأفراد عن البعض الآخر في بعض الأشياء والمهام ما يطلق عليه الفوارق الفرديّة. كما أقول وأكرر دائمًا أنّنا ولدنا ببصمة مختلفة حيث يختلف كلّ منّا على الآخر، فلا تتوقّع أن تكون بصمتك هي نفس بصمتي، فإنّنا يا عزيزي مختلفون في كلّ شيء. إنّ بعض النّقاط الخلافيّة لا يمكن معالجتها بالطّبع، أتذكّر إحدى العلاقات الّتي مررت بها، وبحقيقة الأمر كانت علاقة سامّة، حيث كانت هذه الفتاة مثال لفتاة متيبسة بآرائها ومسيطرة إلى أقصى الحدود، تريد تحقيق رغباتها بشتّى الطّرق ،والسّيطرة على كلّ من حولها باختصار، وإن صح القول السّيطرة على الجميع، وتجميع كافّة قطع المكعّبات كما يفعل الصّغار بجانبهم. أمثلة هذه العلاقات السّامّة لا يمكن معالجتها أو إيجاد حلّ وسط يرضي كافّة الأطراف، في هذه الحالة كان الحلّ الأمثل هو البعد عنها، حتّى لا أتأثّر بها وبسلبيّتها، ومن هنا ومن هذه النّقطة بالذّات، فإنّ لكلّ منّا منطقة وسيطة من خلالها يستطيع معرفة ما هو قادر على الوصول لحلّ وسط له، وما لا يستطيع الوصول لحلّ وسط له بمعنى أدقّ ترك الأمر كما هو عليه، وعدم إكمال هذه العلاقة. وتبقى ثقافة الاختلاف عنصرًا مؤثّرًا في حياتنا اليوميّة؛ لما لها من حقيقة ثابتة في كوننا بشرًا، مختلفين فيما بيننا، العنصر الأهمّ ماذا نقدر أن نفعل في ضوء هذا الاختلاف ومعرفتنا به؟ لا أخفي عليك سرًّا، إنّ الاختلاف هو جوهر وعنصر هامّ في الحياة، فلو كنّا متشابهين فإنّنا لن نحتاج إلى بعضنا البعض من الأساس. أقبل وجود هذا الاختلاف، والجزء الّذي بداخلي الرّافض له. أقبل الفوضى بداخلي، والجزء الدّاخلي الرّافض لها. أقبل كلّ مشاعري دون قيد أو تقيّد أو حكم، وأقبل كذلك الجزء الرّافض لها. أقبل النّور والظّلام، أقبل الملائكة والشّياطين، أقبل عدم الكمال، أقبل الحسنات والسّيّئات، والنّور والظّلام. أمشي وحيدًا في الظّلام باحثًا عن هذا النّور الّذي سيرشدني إلى هذا الطّريق الّذي أعتبره صحيحًا، وسط عتمة اللّيل المظلمة، عليك تكوين ثقافة داخليّة تأخذك إلى برّ الأمان في وسط هذه الأشياء المحيّرة المتواجدة في هذه الحياة، ابحث عن هذه الشّعلة الّتي تنير لك هذا الطّريق وسط عتمة البحر واللّيل، ولا تفقد الأمل فإنّ الآمال لا تموت إلّا إذا قرّرت لها أنت الموت. عش بالأمل وبالحبّ والتّنفسْ، وعِ الحبّ والسّلام الدّاخليّ.

الصورة الرمزية لـ princeshetos
Author Profile

Ahmed Magdy

مدون و كاتب مصري

ايقظ التنين بداخلك / اسمــــا / القوة الخفية بداخلك / علي حافة الجنون / حوار مع الذات يهتم بمجال التنمية البشرية و الوعي البشري و عمل بالمجال المصرفي منذ اكثر من 15 عاماً بفضل الله سبحانه و تعالي – روح حرة فى ملكوت الخالق و ما اوتيت من العلم الا قليلا

Search

You cannot copy content of this page