على حافه الجنون احمد مجدي محمد

الصورة الرمزية لـ princeshetos

على حافه الجنون

علاقتنا هى اشبة بخيوط للعنكبوت …

دقيقة حادة متقنه الصنع الا انها مع أقل نسمة هواء قد تتطاير .

نسجناها بدقة متناهية الصنع و بابداع لا وصف له .

كتبنا عليها الذوال منذ ان صنعناها معاً .

سرنا عليها كما يسير العشاق.

 تباهينا بها و كنا لها زواراً و قداساً .

مازالت ارجلنا تحمل اثاراً عليها لا تمحى مع مرور الزمان .

يفرقنا الموت يمحو اثار هذة الخيوط بدقه بارعة فنان هذا الموت .

اعلم تماماً ما تريد ان تصبو اليه الان .

تتغير نظراتك شغفك وجدانك افكارك الان !.

يصيبنى الجنون و تصيبك الدهشة .

انت من عشق قلبى واحب وجدانى و سرى الدماء فى عروقى بسببه .

اراد لنا الخالق أن يجمعنا فى هذة الحياة سوياً .

الف بين قلوبنا .

ربط عليها بعطف و حنان فهو الرؤوف الرحيم .

تظننى مجنونة تاهت للتوه فى ظلمات طرقات الجنون و العته فأصبحت مسحورة بسحر لا يزول بايه وسيلة لتمحو هذا السحر الابدى الذى  لا نهاية له و لا بداية .

سحر ابدى طلاسم كتبت بماءاً ما على اوجه الحياه البالية التى مسيرها الفناء و الذوال .

    تتذكرنى كمجنونة تنظر للتو من احد شرفات هذة المستشفى العتيقة ذات الاسوار الصفراء وانظر انا اليك بعين الجنون فلا يتميز كلانا عن الاخر فكلاً منا يظن الاخر مجنوناً او به عله اصابته فجعلته محاطاً باسواراً فاننى بداخل هذا السور وانت بخارجه .

تشابهنا على نحو ما !

هذا اغلب الظن او اغلب اليقين فما عاد لكليهما من اثر الزمان من دليل يبنى عليه قلاع الحب و العشق فزال الزمان و بقيت انا وانت محاطين بهذة الاسوار العالية.

هذة الاسوار التى بنتها عقولنا لتبعدنا عن الحاضر و يبعدنا الحاضر عنها سجلنا كل هذة اللحظات الجميلة فى كتاب ثم اخذنا هذا الكتاب بسرداب سحيق حتى لا يعثر على حبنا احد فى ظلمات السرداب تهنا و تاهت احلامنا و لم نجد يوماً نوراً ينير علينا هذا الطريق.

جن كلاً منا بطريقته الخاصة و اختار كلاً منا طريقه الخاص فى الجنون تشابهت طرقاتنا مع اختلاف اتجاهاتها المتعددة تفرقنا كنا  جسداً واحداً عقلاً واحداً.

 احياناً يكون الجنون حياة و تكون الحياة جنون لعلنا التقينا ذات يوم فى مناسبة ما او ظرف ما أو فى العمل أو لم نلتقى فالتقت ارواحنا بدلاً منا فانت خبير فى علم الارواح و تلاقيها  الست كذلك ؟.

ارقد فى مخدى اليوم فى هذة المصحة التى كانت قصراً لى انظر اليك و تنظر الى لعلنا نفهم بعضنا فقد كانت علاقتنا خيوطاً لعنكبوت ازيلت هذة الخيوط مع مر الزمان فما عاد لحبى لك من اثر.

محوت اثاره مع مر الزمان و زال بنا المكان و تاه فى طيات الواقع و الخيال فقد كان حبى اليك يوماً الهواء الذى اتنفسه الى ان زال هذا الهواء فلم اعد اجد حبك و شوقك بجانبى استتشقت عبر فتحات هذة الاسطوانة الحديدية اكسوجيناً خاصاً اقترب منه على شفا حافة الموت لبعدك عنى فقلبك ليس بجانبى الان الدفء ذال اريد ان المس يديك ان اضع رأسى على صدرك أن ابكى بشدة و أن اضمك بقوه ان تعيدينى للحياة و تعيد الحياة الى .

انتظر همسات قلبك الصامت رقه شفتيك العذبتين التى كانا لى نهراً انهل منه العسل الصافى فى ليالى الشتاء البارده فقد كنت حضناً دافئاً اصبو اليه اذا ما اشتد الشتاء على و قتلتنى برودته اليوم اجلس وحيده فى غرفة مظلمه كرسى وحيد فى غرفة شاسعه اعى الملل و الوقت الذى يمر ببطىء شديد فى جو من السواد القاتم اصبو الى نورك الى حياتك الى لمسه من شفتيك تعيد الى الحياة التى سلبوها منى باسم الجنون !.

باسم الجنون اناديك من وراء الحجب و من وراء الضباب الرمادى اللون المس يدك و ان غبت عنى و غابت بيننا السنون و مرت علينا مر الكرام.

بنينا الى انفسنا قصراً من الجنة تحيطه حدائق من الحب لم يفرق حبنا يوماً سوى جنونى او جنونك هكذا وصلنا الى مرحلة الا عودة تركنا بعضنا و تركنا حقائبنا فى هذة المحطة الفارغة الا من رحيق قطارات البعد و قطارات الهجر و الفراق كنت انت لى و كنت انا لك ملكتك على قلبى جعلتك انت السجان و انا السجينة لم اعد اطيق بعدك ابداً ارسم صورتك على قلبى على مخدعى على الحوائط ارسمها بدماء قلبى فلم اجد اعذب منها من قبل .

ترانى اخذ من هذا الحائط ستاراً لاخفى عذاب القلب و عذاب الفراق رسمت لك صوراً فما عدت اتذكر ملامحك من كثره الفراق و الهجر اعود لهذة الصور لاتذكرك و لكنى اتذكر لمساتك و ايماءاتك عطفك و حنانك .

الم اقل لك اننى مجنونة بك متيمه بعشقك الى الابد هكذا وعدتنى و لكن اين وعدك الان اخلفته اليس كذلك .

انظر اليك وانت بخارج هذة المصحة تبتسم لى ترتسم على شفاك ابتسامة عريضة احبها دوماً اعشق سكوتك و عيناك الجميلتان .

تمر الايام يوماً بعد يوم و اسبوعاً بعد اسبوع لا افرغ من كأسى الذى اتجرعه كل يوم من فراقك و من هجرك اشرب لانسى مرارة الايام و قسوتها اشرب لانسى من انا و من انت .

اعشق كوننا متقاربين و اعشق بعدك لانه يقربنى منك ايضاً اعشقك كما انت يا حبيبى يا عشقى الاول و الاخير .

انا مأخوذه بما تفعله لا ارى سواك فى رؤياى اراك فى قلبى و عقلى فى كل حركاتى و سكونى فى المى و فى فرحى اعتقد انى سأراك مرة اخرى عندما اموت فأن الموت هو ما سيجمعنا مرة اخرى يا حبيبى بعدت عنى لكن لم تبعد روحك ابداً عنى فقد كانت معى دوماً .

جننت عندما فقدتك ذلك اليوم رحلت الى عالم أخر و تركتنى وحيداً لينتهى بى المطاف فى هذة المصحة التى ارسم لك فيها كل يوم صوراً .

اناديك فلم تعد تجيب !.

استيقظ كل يوم ولا اجدك بجانبى جننت عندما تركتنى وحيدة خالية مجوفه من الداخل فارغة كنت حياتى و كنت انا حياتك كنا جسداً واحداً وروحاً واحدة.

فى الجنون عشق و فى العشق جنون.

لم اعد اذوق طعم الحياة من دونك كنت انت الطعم الخاص لها حتى اننى ادركت انك انت الحياة كأننى خلقت لك وحدك .

اتمنى ان اعود اليك قريبا ان المسك بشدة ان تتلاقى الارواح مرة أخرى اعلم اننى سأراك قريباً

عدت إلى مخدعى والدوم بعينى انام على صورتك .

لا اغفل فانت لا تفرق جفونى ابداً ما حييت انتظر قدومى اليك كل يوم .

هكذا رسمت طريق الجنون بيدى و اخترته بقلبى قبل عقلى فلا تظلموننى يوماً فمن عشق بصدق اصبح مجنوناً و سار من نفس الطريق لا التمس منكم نظرة عطف و لا شفقة بل التمس حباً و عشقاً ملء العالم بارادته وعطفه و لوعته و حنانه.

 

الصورة الرمزية لـ princeshetos
Author Profile

Ahmed Magdy

مدون و كاتب مصري

ايقظ التنين بداخلك / اسمــــا / القوة الخفية بداخلك / علي حافة الجنون / حوار مع الذات يهتم بمجال التنمية البشرية و الوعي البشري و عمل بالمجال المصرفي منذ اكثر من 15 عاماً بفضل الله سبحانه و تعالي – روح حرة فى ملكوت الخالق و ما اوتيت من العلم الا قليلا

Search

You cannot copy content of this page